المتهم الأول في محاولة اغتيال مبارك بأديس أبابا يكشف أسرارا جديدة


اخر الاخبار

المتهم الأول في محاولة اغتيال مبارك بأديس أبابا يكشف أسرارا جديدة
حادثة أديس أبابا
مصطفى أحمد حسن حمزة، مسؤول الجناح العسكرى للجماعة الإسلامية خارج مصر ومحكوم عليه بعدة أحكام غيابيا، منها ثلاثة بالإعدام وواحد بالسجن المؤبد، وذلك على خلفية اتهامه فى عدد من القضايا، أشهرها «العائدون من أفغانستان وألبانيا»، و«محاولة اغتيال صفوت الشريف». وخلال إعادة محاكمته فى قضية «العائدون من أفغانستان» كانت فرصتنا لنلتقيه ونجرى معه أول حوار صحفى.. وهذا نصه:
برهوم يثمِّن جهود القاهرة.. والسجناء يواصلون إضرابهم عن الطعام
مصطفى حمزة: رؤيتى لمبارك فى القفص أحب إلىَّ من اغتياله على يد الجماعة الإسلامية
■ كيف ترى تعاطى الثورة المصرية والقوى الإسلامية مع قضايا السجناء السياسيين؟
- السجناء السياسيون ظلموا كثيرا من كل القوى السياسية، خصوصا الإسلامية منها، وعلى المجلس العسكرى أن يصدر قرارا بالعفو عنهم ليؤكد للجميع أن صفحة مبارك قد طويت، وهذا سيكون فى حقه قرارا سيسجله له التاريخ، خصوصا أن تاريخ الثورات كلها يؤكد أن أول شىء تفعله الثورة هو أن تتجه إلى السجون، وتخرج منها السياسيين، وهذا ما حدث فى سجن الباستيل بفرنسا. والمفترض أن يحدث ذلك بعيدا عن أى دعاوى تطلق حول السجناء السياسيين وقضاياهم وفهمهم وفكرهم، خصوصا أن هناك مجموعة من السجناء مصدق عليهم بالحكم، منهم حسن خليفة القعيد منذ 19 عاما على كرسى متحرك، وتم تركيب قسطرة له، وأيضا عبد الحميد أبو عقرب الذى لا يكاد يبصر شيئا.
وهنا نجد أن الحركة الإسلامية المصرية قد قصرت ولم تهتم بالقضية، ولم يسع أحد من أجل الإفراج عنا، والأمر نفسه بالنسبة إلى القوى الليبرالية واليسارية التى لم تتحرك فى مليونية واحدة من المليونيات الكثيرة التى دعت إليها، للمطالبة بالإفراج عنا، وعندما تتحرك يكون الطلب على استحياء وفى ذيل المطالب.
■ الجماعة الإسلامية وحزب البناء والتنمية الذراع السياسية لها قدما من خلال البرلمان طلبا بقانون للعفو السياسى عنكم، فهل ترى أن هذا الأمر يعد فى صالحكم؟
- بالطبع نعم، لكن مجلس الشعب تعامل مع القانون بشكل غير مرض وسلبى جدا وتحكمه مصالح سياسية واعتبارات حزبية محددة دون النظر إلى هؤلاء السجناء السياسيين المظلومين، كما أنه لم تتخذ أى خطوات جدية فى سبيل الإفراج عنهم، ولا يعقل أن مجلس الشعب يصدر قانون العزل السياسى خلال 48 ساعة، ولم يستطع إلى الآن اتخاذ موقف جدى فى قانون العفو السياسى، ويسوق مبررات واهية مثل عدم وجود حجة قانونية له، وأظن أن الفرصة ما زالت سانحة لإصداره.
■ البعض يروج أن الإخوان يقفون حجر عثرة فى طريق إصدار هذا القانون بسبب عدم دعم الجماعة الإسلامية لمرشحهم؟
- حسب علمى أن هناك اتصالات تمت بين القيادات من الجانبين إلا أنهم أنكروا ذلك، ولكن سياق الأحداث وتفاعلات القانون داخل اللجنة التشريعية وموقف الأستاذ صبحى صالح الخاص بالوقوف عن بعض العبارات الإنشائية دون حجج قوية، يؤكد أن هناك تسويفا وتعطيلا فى إصدار هذا القانون لاعتبارات سياسية أكثر منها اعتبارات قانونية، فالخلاف حول تعريف الجريمة السياسية خلاف مصطنع لا أساس له، لأن كل السجناء السياسيين تهمتهم الأساسية هى محاولة قلب نظام الحكم، وهى التهمة التى قام الشعب المصرى كله بتحقيقها وخلع مبارك ونظامه.
■ الشيخ مصطفى كان يرفض المثول أمام القضاء العسكرى، فلماذا عاد ليحاكم تحت مظلته؟
- ما زلت أرفض محاكمة المدنيين عسكريا، لكن القضاة فى دائرة المحكمة المعروض عليها القضية أصروا على عدم الحكم على إخوانى فى القضية، وهم: الشيخ رفاعى طه، والشيخ محمد شوقى الإسلامبولى، والشيخ عثمان السمان، إلا بعد حضورى، وكان غيابى سببا فى تعطيل خروج هؤلاء الإخوة من السجن، فوجدت حرجا شرعيا فى بقاء بعض أحبابى وإخوانى فى السجن، فسارعت بالحضور لإنهاء موقفهم فى القضية.
■ ما شعورك وأنت تمكث فى سجن واحد (العقرب) وفى نفس السجن عدد من رموز النظام السابق، وهل هناك تواصل بينكم وبينهم؟
- أتذكر قول الله تعالى «قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شىء قدير».
ومن ناحية التواصل بيننا كل منا فى حاله لا يحدثوننا ولا نحدثهم، لهم شأنهم ولنا شأننا.
■ أنت المتهم الأول بمحاولة اغتيال مبارك فى أديس أبابا، فأيهم أحب إليك أن تكون محاولة اغتياله نجحت أم تراه على سرير المرض وفى قفص الاتهام؟
- بالطبع الوضع الحالى أفضل بكثير، وهو أن يحاكم على جرائمه بدلا من اغتياله على يد الجماعة الإسلامية، فيصبح بطلا قوميا وشهيدا وتصنع له التماثيل وتسمى باسمه الميادين، أما الآن فقد ظهر للناس مدى جرمه وهو يلقى جزاء وفاقا بما فعله بالإسلاميين خاصة، والشعب المصرى عامة، طوال 30 عاما الماضية.
■ ما نصيحتك للقوى الإسلامية المصرية؟
- أدعوها إلى التوحد والاعتصام وعدم التفرق والتوافق حول الأساسيات العامة لترسيخ الإسلام فى كل مناحى الحياة، سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية، لأنه من دون التوحد والاعتصام سيعانى الإسلاميون كثيرا من بطش القوى الأخرى بهم.
■ فى بيان لك طالبت الجماعة الإسلامية وحزب البناء والتنمية بمراجعة قرار تأييدهم الدكتور أبو الفتوح واختيار الدكتور محمد مرسى مرشح الإخوان بدلا منه، فلماذا؟
- الدكتور محمد مرسى على المستوى الشخصى هو شخصية قوية لا يقل عن الآخرين من حيث القوة والأمانة، يضاف إلى ذلك أن وراءه جماعة قوية منظمة لديها مشروع للنهضة، يستطيع من خلاله أن ينهض بمصر ويعمل على استقرارها ورفع المعاناة عن كاهل الطبقات الفقيرة فى المجتمع المصرى.
أيضا الإخوان لديها الكوادر والإمكانات، مما تستطيع من خلاله أن تدير شؤون البلاد إدارة حكيمة تخرج مصر من كبوتها، ولذا فهو يتميز عن الآخرين على المستوى الشخصى والجماعى.
■ لكن ألا ترى أن استحواذ الإخوان على كل المناصب هو تكرار لسيناريو الحزب الوطنى المنحل؟
- أعتقد أن هناك حملة منظمة ودقيقة جدا تقوم بها الأجهزة الأمنية والإعلامية وأجهزة المخابرات لتشويه صورتهم فى الشارع المصرى، وأعتقد أنهم نجحوا فى ذلك إلى حد كبير، إلا أنه فى حقيقة الأمر فإن الإخوان حتى هذه اللحظة لم يحصلوا على أى منصب تنفيذى فى الدولة، فقط حصلوا على المجلس التشريعى، وواجهوا فى ذلك صعوبات وعقبات من قبل المجلس العسكرى ومن قبل الحكومة أيضا، وهذا لا ينفى أن لديهم بعض الأخطاء كبشر يخوضون التجربة لأول مرة فى دولة كبيرة فى حجم مصر، كما أنهم لم يوفقوا فى اختيار اللجنة التأسيسية، وكان لديهم فرصة لحدوث توافق مجتمعى كبير حولها ولكنهم ضيعوا الفرصة.
كما أن الإعلام فى مجمله يسير ضد التيار الإسلامى ويسيطر عليه فريق من الليبراليين واليساريين، والإعلام الإسلامى ما زال ضعيفا وسط هذين التيارين، والخط العام هو إضعاف صورة الإسلاميين وضعف قدراتهم أمام الشارع المصرى، وأنهم لا يهتمون إلا بالقضايا الهامشية دون القضايا الرئيسية فى البلد.
■ لكن هناك مؤخرا من كتب فى الإعلام مدافعا عنك، فمؤخرا كتبت الناشطة السياسية والكاتبة الصحفية نوارة نجم تمتدح موقفك الرافض للمحاكمات العسكرية؟
- أنا أحيى الكاتبة والناشطة السياسية نوارة نجم، وأحيى فيها روح المقاومة للظلم ومحاولة نصرة الضعفاء واسترجاع حقوق الشهداء والمصابين، لكن فى الوقت ذاته أنصحها بعدم الدخول فى معارك جانبية تفقدها كثيرا من المصداقية تجاه القضايا الحيوية التى تتبناها، وأنا أشد على يدها وعلى يد كل الشباب الثورى الذين يحبون مصر ويعملون لنهضتها ومقاومة الظلم والاستبداد والتهمة من أى جهة كانت.
■ تعاطى الحركة الإسلامية المصرية مع القوى السياسية الأخرى كيف تراه من وجهة نظرك؟
- الحركة الإسلامية فى مصر تخلفت عن نظيرتها فى تونس، فقد استطاعت فى تونس حركة النهضة أن تقدم مصالح المجتمع والدولة على مصالحها الشخصية، فى حين أن الحركة فى مصر ما زالت أسيرة مصالح الجماعة المحدودة.
أيضا الحركة الإسلامية فى مصر تتميز بعمقها الشعبى الكبير، الذى يحتاج خلال الفترة القادمة إلى تعميقه وتقويته حتى يقتنع الشعب المصرى بأن اختياره الإسلاميين كان هو الاختيار الأفضل.
■ البعض ينادى بفصل العمل الدعوى عن السياسى داخل التيار الإسلامى، هل تتفق مع هذا الرأى؟
- من المهم فصل العمل الدعوى عن السياسى داخل الحركة الإسلامية، وأنا هنا أؤيد الدكتور أبو الفتوح فى دعوته إلى تقنين أوضاع الجماعات الإسلامية، فإنه لا بد وأن يندمج الحزب داخل المجتمع، ويكون له أهداف محددة يريد تحقيقها بعيدا عن أى شعارات دينية، وتظل الجماعة الدعوية تدعو الناس والمجتمع إلى الفضائل والقيم الدينية العليا والالتزام بمبادئ وأحكام الإسلام، ودون ذلك سوف يحدث نوع من الخلط والتشويه لصورة الحزب السياسى والدعوة الإسلامية.
ولقد حزنت كثيرا عندما تصدر المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين المشهد عند الإعلان عن اختيار المهندس خيرت الشاطر مرشحا للرئاسة، وكان يجب أن يقوم بهذا الفعل حزب الحرية والعدالة فقط دون ظهور الإخوان فى المشهد السياسى، وقس على ذلك باقى الحركات.
■ ماذا يطلب الشيخ حمزة من الرئيس القادم؟
- أرى أن الرئيس القادم أمامه مهمة صعبة جدا، ومهام شاقة، أولها تحقيق الأمن للشعب المصرى، وإزالة كل مظاهر الانفلات الأمنى والأخلاقى والقانونى، وهو مطلوب منه إشعار الشعب المصرى أن الثورة جاءت لمصلحته ولتحقيق أهدافه فى التنمية والاستقرار والتقدم والنهوض بالمجتمع المصرى.

أيضا من مهام الرئيس القادم رفع الظلم عن كل من أضير فى عهد النظام السابق، وفى هذا الإطار أتوجه إلى أى رئيس يأتى لحكم مصر بأن يبدأ برفع الظلم عن الدكتور عمر عبد الرحمن ومحاولة إرجاعه إلى مصر فى أقرب فرصة ممكنة، وأيضا رفع الظلم عن السجناء السياسيين من عصر مبارك، وإصدار قرار بالعفو عنهم، وإرجاع المتهمين بمحاولة اغتيال مبارك من إثيوبيا، ليكونوا بين أهليهم فى مصر، وفتح باب العودة لكل المعارضين السياسيين الذين أضيروا فى عهد مبارك والموجودين خارج البلاد.