تحليل ع الطاير .. "كتشنة" برادلي حطمت عقدة الجولة الثانية لمصر بتصفيات المونديال


- بدأ برادلي اللقاء بتشكيل بدى مفاجئا للكثيرين ولكنه كان منطقيا للغاية بالنظر الي معطيات المباراة، فالمدرب الامريكي اختار اللعب بطريقة 4-3-3 حيث استمر اعتماده علي الحضري في حراسة المرمي وحجازي وفتح الله في مركزي المساكين، وعبدالشافي في الجانب الايسر فيما دفع بفتحي في الجانب الايمن على حساب المحمدي الذي لعب مباراة موزمبيق. وفي خط الوسط دفع بالثلاثي شوقي وحسني والنني، ولعب بمثلث هجوم مقلوب للخلف بقيادة ابوتريكة وعلي اليمين محمد صلاح وعلي اليسار محمد ناجي جدو.

- تغييرات برادلي في التشكيل الاساسي بالمقارنة بمباراة موزمبيق تبدو منطقية للغاية، فمواجهة غينيا علي ارضها ووسط جماهيرها تحتاج في البداية لتأمين دفاعي في خط الوسط للك كان القرار بالاعتماد علي ثلاثي في خط الوسط بدلا من لاعبين اثنين كما حدث امام موزمبيق في الاسكندرية.

- ايضا الدفع بفتحي في الجانب الايمن يبدو منطقيا نظرا للمستوى المتواضع الذي ظهر به المحمدي في لقاء موزمبيق اضافة الي الخبرة الافريقية الكبيرة التي يتمتع بها لاعب الاهلي عن لاعب سندرلاند الانجليزي.

- ولكن هذه البداية الجيدة افسدها حكم اللقاء الكاميروني اليوم نيانت عندما احتسب ركلة جزاء غير صحيحة للمنتخب الغيني جعلته يتقدم منذ الدقيقة 19 من زمن الشوط الاول. الهدف المبكر وضع الفريق المصري تحت الضغط ولكنه حرر من الرهبة التي ظهر عليها في الدقائق الاولى.

- فبعد الهدف لم تتواجد غينيا في منطقة جزاء مصر حتي نهاية الشوط الاول وسط فرص ضائعة بالجملة من الفريق المصري كان دائما وابدا ما تبدا بشكل تكتيكي جيد وليس عشوائي كما كنا نتعود من اداء المنتخب المصري في مبارياته الخارجية على وجه الخصوص.

- المنعرج الاول في المباراة كان في الدقيقة 39 عندما قرر "الجريء" برادلي سحب شوقي من خط الوسط والدفع بأحمد تمساح ليقلب خطة اللعب لتصبح 4-2-3-1 وهي المحببة للمدرب الامريكي.

- كان الشوط الاول بمثابة فترة "الزرع" للمنتخب ليتحول الشوط الثاني لفترة " الحصد" وهو ما حدث بالفعل بتسجيله 3 اهداف ملعوبة واضاعته لعدد مماثل من الفرص كان كفيلة بتحقيقه اكبر فوز خارج ارضه في تاريخه.

- وقبل ان اواصل استرسالي، احب ان اشيد بقرار الحكم الكاميروني الجريء والعادل في احتساب ركلة جزاء صحيحة لحسني وطرد للحارس الغيني نابي ياتارا للخشونة وهو قرار قلما ما كنا نراه في المباريات الافريقية سواء على مستوى المنتخبات او الاندية.

- اداء المنتخب المصري الرائع جعله يعود في النتيجة، بل ويتقدم ايضا بالهدف الثاني لابوتريكة في الدقيقة 67 لتنقلب الامور رأسا على عقب للمنتخب الغيني.

- الدقائق 23 الباقية شهدت خطأين فادحين من كل من اللاعبين اولا ثم برادلي ثانيا، خطأ اللاعبين كان يتركز في اضاعتهم لفرص عديدة كانت كفيلة بالقضاء علي امال المنتخب الغيني في العودة للتعادل، ام الخطأ الثاني والذي يتحمله برادلي في رائي هو ادخاله لحسام غالي كبديل في الدقائق الاخيرة بدلا لمحمد ابوتريكة وهو تغيير خاطئ تماما حيث كان يجب ادخال ابراهيم صلاح الاجدر في هذا المركز.

- دخول حسام غالي جعل خط الوسط يصاب بعشوائية مؤقتة استغلها المنتخب الغيني في شن هجمات سريعة تمكن من احدها من ادراك الهدف الثاني الاكثر من رائع.

- ولكن لأن برادلي والمنتخب كانوا يستحقوا عن جدارة الثلاث نقاط، تمكن المجتهد محمد صلاح من ادراك هدف الفوز في الثانية الاخيرة بتسديدة جريئة للغاية في الوقت الذي انتظر فيه الجميع تمريره للكرة لعبدالشافي الخالي من الرقابة.

نجم المباراة .. بوب برادلي

يستحق برادلي ان يكون نجم اللقاء بدون منازع، فالمدرب الامريكي نجح في ان يقود المنتخب لتحقيق فوز ولا اروع خارج ارضه وعلى منتخب قوي مثل المنتخب الغيني، وهذا الفوز جاء بتفكير وتكتيك واضحين طوال الـ90 دقيقة.

وكل هذا العمل الجاد جعل اسم برادلي يكتب في التاريخ كأول مدير فني ينجح في كسر عقدة الجولة الثانية في تصفيات المونديال وهي الجولة التي كان المنتخب المصري دائما وابدا ما يخسر فيها او يتعادل في احسن الاحوال.

المصدر : موقع يلا كورة